للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تخير الجميلة للخبر؛ ولأنه أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح، وعن أبي هريرة قال: "قيل يا رسول اللَّه! أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره" رواه أحمد والنسائي (١)، (بكر) لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لجابر: "فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك" متفق عليه (٢)، (ولود) لحديث أنس مرفوعا: "تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" رواه سعيد (٣)، ويعرف كون البكر ولودا بكونها من نساء يعرفن بكثرة الأولاد، ولا يسأل عن دينها حتى يحمد له جمالها، قال أحمد: "إذا خطب رجل امرأة سأل عن جمالها أولا، فإن حمد سأل عن دينها، فإن حمد تزوج، وإن لم يحمد يكون رد لأجل الدين، ولا يسأل أولا عن الدين، فإن حمد سأل عن الجمال، فإن لم يحمد ردها للجمال لا للدين". (٤) وأراد الإمام أحمد أن يتزوج أو يتسرى فقال: "يكون لهما لحم" يريد كونهما


(١) أخرجه الإمام أحمد برقم (٧٣٧٣) المسند ٢/ ٤٩٦، والنسائي، باب أي النساء خير، كتاب النكاح، برقم (٣٢٣١) المجتبى ٦/ ٦٨، والحاكم، باب أي النساء خير، كتاب النكاح، المستدرك ٢/ ١٦١، والبيهقي، باب استحباب التزوج بالودود الولود، كتاب النكاح، السنن الكبرى ٧/ ٨٢، والحديث قال عنه الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في الإرواء ٦/ ١٩٧.
(٢) أخرجه البخاري، باب تستحد المُغِيبَةُ وتمتشط، كتاب النكاح، برقم (٥٢٤٧) صحيح البخاري ٧/ ٣٥، ومسلم، باب استحباب نكاح ذات الدين، وباب استحباب نكاح البكر، كتاب الرضاع، برقم (٧١٥) صحيح مسلم ٢/ ١٠٨٧.
(٣) سبق تخريجه ص ٢١٨.
(٤) ينظر: الإنصاف ٢٠/ ٣٣، وشرح منتهى الإرادات ٣/ ٤.