للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: بُسر والد عبد الله له صحبة أيضًا، وعبد الله روى عنه أيضًا، فعلى هذا الصواب ما ذُكر في الأصل بدون ذكر الابن.

وأخرج النسائي في "الوليمة" (١): عن كثير بن عبيد، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن بُسر قال: "كنت أنا وأبي قاعدين إذْ أقبل رسول الله -عليه السلام- على بغلة له، فقال له أبي: ألا تنزل. . ." الحديث.

والسادس: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

أخرجه بإسناد صحيح: عن نصر بن مرزوق، عن آدم بن أبي إياس شيخ البخاري، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني وحميد الطويل، كلاهما عن أنس بن مالك.

وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢): ثنا حسن، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس: "أن رسول الله -عليه السلام- كان علي بغلة شهباء، فمرَّ على حائط لبني النجار فإذا هو بقبر يُعذَّب صاحبه، فحاصت البغلة، فقال: لولا (أن تدافنوا) (٣) لدعوت الله -عز وجل- أن يسمعكم عذاب القبر".

قوله: "على حائط" وهو البستان من النخيل إذا كان عليها جدار.

قوله: "فحاصت البغله" أي نفرت وفرت، يقال: حَاصَ يَحِيصُ حَيْصةً إذا جال يطلب الفرار، والمَحِيص: المهرب، ويروى: "جاضت" بالجيم والضاد المعجمة، يقال: جاض عن القتال أي فرَّ، وجاض عن الحق: عدل، وأصل الجيض: الميل عن الشيء.


(١) "سنن النسائي الكبرى" (٤/ ٢٠٢ رقم ٦٩٠٠).
(٢) "مسند أحمد" (٣/ ١٥٣ رقم ١٢٥٧٥).
(٣) كذا في "الأصل، ك" وعليه شرح المؤلف -رحمه الله-، وفي "مسند أحمد"، ومصادر تخريج الحديث: أن لا تدافنوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>