حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا روح، قال: ثنا حبيب، عن عمرو بن هَرِم، قال:"سئل جابر بن زيد عن صيام رمضان في السفر، فقال: يصوم مَن يشاء إذا كان يستطيع ذلك ما لم يتكلف أمرًا يشق عليه، وإنما أراد الله تعالى بالإفطار التيسير على عباده".
حدثنا يونس، قال: ثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني القاسم، عن عائشة أنها كانت تصوم في السفر في الحرّ، فقلت: ما حملها على ذلك؟ فقال: إنها كانت تبادر".
فهذه عائشة - رضي الله عنها - كانت ترى المبادرة بصوم رمضان في السفر أفضل من تأخير ذلك إلى الحضر.
ش: أي: قد روي أن الصوم في رمضان في السفر أفضل من الفطر، عن أنس بن مالك وعن جماعة من التابعين.
أما الدي روي عن أنس: فهو الذي أخرجه فيما مضى عن إبراهيم بن محمَّد، عن أبي حذيفة، عن سفيان، عن عاصم الأحول قال: "سألت أنس بن مالك عن صوم شهر رمضان في السفر، فقال: الصوم أفضل".
وأخرجه ابن أبي شيبة (١) وقد ذكرناه فيما سلف.
وأما الذي روي عن التابعين: فهو ما أخرجه عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد وجابر بن زيد النجدي الجوفي، بالجيم والفاء.
ورجال آثارهم كلهم ثقات.
وأبو عامر هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وسفيان هو الثوري، وحماد هو ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
وحبيب هو ابن أبي حبيب الجرمي صاحب الأنماط، روى له مسلم.