للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعى بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة".

وأما حديث أبي سعيد الخدري، فأخرجه من طريقين صحيحين:

الأول: عن بحر بن نصر بن سابق الخولاني وثقه يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب المصري، عن معاوية بن صالح بن حدير الحمصي قاضي الأندلس روى له الجماعة، البخاري في غير "الصحيح".

عن ربيعة بن يزيد الدمشقي أبي شعيب الإيادي القصير روى له الجماعة، عن قزعة بن يحيى -ويقال: ابن الأسود- أبي غادية البصري روى له الجماعة، عن أبي سعيد سعد بن مالك الخدري.

وأخرجه أبو داود (١): ثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان -المعنى- قالا: نا ابن وهب، قال: حدثني معاوية، عن ربيعة بن يزيد، أنه حدثه عن قزعة قال: "أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس وهو مكثور عليه، فانتظرت خلوته، فلما خلى سألته عن صيام رمضان في السفر، فقال: خرجنا مع رسول الله - عليه السلام - في رمضان عام الفتح، فكان رسول الله - عليه السلام - يصوم ونصوم، حتى بلغ منزلا من المنازل فقال: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم، فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر قال: ثم سرنا فنزلنا منزلًا فقال: إنكم تصبِّحون عدوكم والفطر أقوى لكم، فأفطروا، فكانت عزيمة من رسول الله - عليه السلام -. قال أبو سعيد: ثم لقد رأيتني أصوم مع النبي - عليه السلام - قبل ذلك وبعد ذلك".

وأخرجه مسلم (٢): عن محمد بن حاتم، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن قزعة، عن أبي سعيد، نحوه.

الثاني: عن أبي بكرة بكار، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد شيخ البخاري، عن سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي أبي محمَّد الدمشقي، فقيه الشام


(١) "سنن أبي داود" (٢/ ٣١٦ رقم ٢٤٠٦).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٧٨٩ رقم ١١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>