للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: سمعت محمد بن علي بن حسين، يحدث عن الحسن وابن عباسر - رضي الله عنهم - أو عن أحدهما: "أن رسول الله - عليه السلام - مرت به جنازة يهودي فقام، فقال: آذاني ريحها". فدل هذا الحديث على أن قيامه كان لما آذاه ريحها ليتباعد عنه لا لغير ذلك، وأما ما روي من قيامه لجنازة المسلم فإنما كان ليصلي عليها.

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا عبد الله بن نمير، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن: "أن العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي - رضي الله عنهم - مرت بهما جنازة، فقام العباس ولم يقم الحسن، فقال العباس للحسن: أما علمت أن رسول الله - عليه السلام - مرت عليه جنازة فقام؟ فقال: نعم. وقال الحسن للعباس: أما علمت أن رسول الله - عليه السلام - كان يصلي عليها؟ قال: نعم".

فدل هذا الحديث أن قيام رسول الله - عليه السلام - ذلك إنما كان ليصلي عليها، لا لأن من سنتها أن يقام لها، وأما ما ذكر من أمر رسول الله - عليه السلام - من القيام للجنازة ومن ترك القعود إذا تبعت حتى توضع؛ فإن ذلك قد كان ثم نُسِخ.

حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني مالك، عن يحيى بن سعيد، عن واقد بن عمرو، عن نافع بن جبير، عن مسعود بن الحكم، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "قام رسول الله - عليه السلام - مع الجنازة حتى توضع، وقام الناس معه، ثم قعد بعد ذلك وأمرهم بالقعود".

حدثنا يونس وبحر، قالا: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد الليثي، أن محمد بن عمرو بن علقمة، حدثه عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن نافع، عن مسعود بن الحكم الزرقي، عن علي - رضي الله عنه -، عن النبي - عليه السلام -، مثله.

حدثنا يونس، قال: أخبرني أنس بن عياض، عن محمد بن عمرو، عن واقد بن عمرو، عن نافع بن جُبير، عن مسعود بن الحكم، أنه قال: سمعت عليًّا - رضي الله عنه - يقول: "أمرنا رسول الله - عليه السلام - بالقيام في الجنازة، ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس".

<<  <  ج: ص:  >  >>