للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض -أي من أهل الذمة- فقالا: إن النبي - عليه السلام - مرت به جنازة يهودي، فقال: أليست نفسًا".

وأخرجه النسائي (١): عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد، عن شعبة، عن عمرو ابن مرة ... إلى آخره نحوه.

الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة. إلى آخره.

وأخرجه مسلم (٢): ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا غندر، عن شعبة.

وثنا محمد بن المثنى وابن بشار، قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة ... إلى آخره نحوه.

قوله: "بالقادسية" هي موضع بأرض الكوفة كانت بها حرب المسلمين مع الفرس سنة أربع عشرة من الهجرة، وكان أمير المسلمين سعد بن أبي وقاص، وكانوا ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية آلاف، وكان أمير الفرس رستم من قبل يزدجرد الملك في مائة وعشرين ألفا تتبعها ثمانون ألفًا، وكانت وقعة عظيمة لم تكن بالعراق وقعة أعجب منها، وقتل من المسلمين في هذا اليوم وما قبله من الأيام ألفان وخمسمائة، ومن الكفار أكثر من ثمانين ألفًا.

قوله: "فمر عليهما" أي على سهل بن حنيف وقيس بن سعد، وسهل بن حنيف هو والد أبي أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم المدني، أخو عثمان بن حنيف، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - عليه السلام -، ومات بالكوفة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة وصلى عليه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكبر ستًّا.

وقيس بن سعد بن عبادة بن دليم له ولأبيه صحبة، توفي بالمدينة في آخر خلافة معاوية، وكان قيس بن سعد من النبي - عليه السلام - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير.


(١) "المجتبى" (٤/ ٤٥ رقم ١٩٢١).
(٢) "صحيح مسلم" (٢/ ٦٦١ رقم ٩٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>