للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدورقي، كلاهما عن يحيى، قال ابن حاتم: نا يحيى بن سعيد، قال: نا يزيد بن كيسان، قال: نا أبو حازم، عن أبي هريرة قال: "عرسنا مع نبي الله - عليه السلام -، فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال - عليه السلام -: ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حَضَرَنَا فيه الشيطان. قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء، فتوضأ، ثم سجد سجدتين -وقال يعقوب: ثم صلى سجدتين- وأقيمت الصلاة فصلى الغداة".

وأخرج مسلم (١) أيضًا بأطول منه: عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: "أن رسول الله - عليه السلام - حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرَّس ... " الحديث.

وأخرجه أبو داود (٢) أيضًا بهذا الإسناد والمتن.

وقد قال بعضهم: "حين قفل من غزوة حنين" موضع "خيبر"، وهذه الرواية مناسبة لرواية الطحاوي؛ لأن في روايته: "عرس ذات ليلة بطريق مكة" فالظاهر أن هذا إنما كان حي قفل - عليه السلام - من غزوة حنين، وكانت غزوة حنين بعد الفتح في السنة الثامنة من الهجرة، وغزوة خيبر كانت في السنة السادسة من الهجرة.

قوله: "عرّس" من التعريس وقد فسرناه.

قوله: "هذا منزل به شيطان" وفي رواية مسلم: "هذا منزل حضرنا فيه شيطان"، وإنما قال ذلك لكون صلاة الفجر قد فأتت عنهم، فكأن الشيطان هو الذي تسبب في ذلك؛ لأنه لا يَسْعى إلا في الشر.

قوله: "فاقتاد رسول الله - عليه السلام -" أي اقتاد راحلته واقتاد أصحابه أيضًا رواحلهم إلى أن ارتفع الضحى.


(١) "صحيح مسلم" (١/ ٤٧١ رقم ٦٨٠).
(٢) "سنن أبي داود" (١/ ١١٨ رقم ٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>