للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أو سرية" وهي طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تُبعث إلى العَدوّ، وجمعها: السرايا؛ سُمّوا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشيء السَرِيّ: النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم ينفذون سِرًّا وخفيةً وليس بالوجه؛ لأن "لام" السر "راء" وهذا "ياء".

قوله: "عرَّسنا" من التعريس وهو نزول المسافرين آخر الليل للنوم والاستراحة، هكذا قال الخليل والجمهور.

وقال أبو زيد: وهو النزول أيّ وقت كان من ليل أو نهار، وفي الحديث: "يعرسون في نحو الظهيرة" (١).

قوله: "يَثِبُ" من الوثبة، أصله: يَوْثب.

قوله: "فزعًا دهشًا" حالان مترادفان أو متداخلان من الضمير الذي في "يثب"، وفزعًا -بفتح الفاء وكسر الزاي- بمعنى قائمًا من نومه على خوف، وهو من فَرعَ يَفْزَعُ من باب عَلِمَ يَعْلَمُ، يقال: فزع من نومه وأفزعته أنا، وكأنه من الفزع وهو الخوف؛ لأن الذي يُنَبَّه لا يخلو من فزعٍ ما.

وقوله: "دهشًا" بفتح الدال وكسر الهاء معناه متحيرًا، من الدهشة.

قوله: "أينهاكم الله" الهمزة فيه للاستفهام، والمعنى: أن الله تعالى أمركم

بصلاة واحدة، فإذا فأتت عنكم بنومٍ أو نسيان أو غير ذلك فائتوا ببدلها ومثلها ولا تصلوها مرتين، فإن ذلك يكون زيادة، والزيادة على الجنس ربًا، فالله تعالى قد نهاكم عن الربا ثم هو كيف يقبله منكم، وهذا يدل على أن الفائتة تقضى مرة واحدة ليس إلا؛ خلافًا لمن ذهب أنه يقضيها مرةً ثم يصليها من الغد في الوقت الذي فاتت فيه، على ما يجيء بيانه في باب "الرجل ينام عن الصلاة أو ينسى كيف يقضيها" إن شاء الله تعالى.


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٢/ ٩٤٣ رقم ٢٥١٨) من حديث عائشة - رضي الله عنها - ولفظه: "أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة". وانظر "شرح النووي لمسلم" (٥/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>