بالقوي. وذكره أبوزرعة في أسامي الضعفاء. وقال عثمان الدارمي: له أغاليط كثيرة. وقال النسائي في رواية: ضعيف. وعنه: ليس به بأس.
قلت: الصواب ما قاله الطحاوي أن زهير بن محمَّد ثقة، ولهذا احتج به الشيخان في "صحيحيهما"، وكذا الأربعة في كتبهم، وإنما علة الحديث من جهة عمرو بن أبي سلمة، فإن يحيى قال فيه: ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال العقيلي: في حديثه وهم.
فإن قيل: عمرو بن أبي سلمة أيضًا احتج به الشيخان في "صحيحيهما" والأربعة في كتبهم.
قلت: قد قلنا: إن رواية عمرو بن أبي سلمة إنما تضعف عن زهير بن محمد؛ لا أنه في نفسه ضعيف، ألا ترى إلى ما قاله البخاري: زهير بن محمَّد أهل الشام يروون عنه مناكير، وعمرو بن أبي سلمة من أهل الشام؛ لأنه دمشقي نزل بتنيس وتوفي بها سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقد روى عنه إبراهيم بن أبي داود البرلسي وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وأحمد بن مسعود الخياط مشايخ الطحاوي، وروط عنه الشافعي أيضًا فتارة يصرح باسمه، وتارة يقول: أخبرنا الثقة عن الأوزاعي، والدليل على ما ذكرنا أن البخاري ومسلمًا أخرجا أحاديث عائشة وأخذا من عمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمَّد من غير هذا الوجه، فلم يخرجا حديث عائشة هذا لكونه منكرًا، فافهم.
وعندي جواب آخر عن حديث عائشة ل إن كان صحيحا: أن عائشة كانت تقف في صف النساء، وصفهن متأخر عن صفوف الرجال، فيحتمل أنها سمعت من النبي - عليه السلام - تسليمة واحدة ولم تسمع الأخرى؛ ولهذا أكابر الصحابة حكوا عنه - عليه السلام - تسليمتين كما ذكرناه.