للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بَدَتْ في الليل سافرةً فَهانتْ ... دَياجي اللّيل سافِرةَ القِناعِ

ومَا مِنْ لحظَةٍ إلا وَفيها ... إلى فِتَنِ القُلُوبِ لها دَوَاعي

فَمَلكْت الهَوى جمحاتِ شوْقي ... لأجْريَ في الَعَفَافِ على طِبَاعي

وبِتُّ بِها مَبيتَ السَّقْبِ يَظْمَا ... فَيَمْنَعُه الكَعَامُ عَنِ الرَّضَاعِ

كذاكَ الرَّوْضُ ما فيه لمثلي ... سِوَى نَظرٍ وشمٍّ منْ مَتَاعِ

ولستُ من السُّوائِمِ مُهْمَلاَتٍ ... فأَتَّخِذَ الرِّياضَ منَ المرَاعِي

وفي هذا المعنى الشريف، يقول أبو الحسن الحُصْري الكفيف:

قَالَتْ وَهَبْتكَ مُهْجتي فَخُذْ ... وَدَعِ الفِراش ونَمْ على فَخِذِي

وثَنَتْ إلى مِثْلِ الكَثيبِ يَدي ... فَأَجَبتُها نِعْمَ الأريكةُ ذي

وهَمَمْتُ لكن قال لي أَدَبي ... بالله منْ شَيْطانِك اتَّعِذِ

قَالَتْ عَفَفْتَ فَعِفْتَ قُلتُ لها ... مُذْ شِئْتُ بِاللَّذَّاتِ لَمْ أَلُذِ

وفي هذا المعنى يقول الأديب أبو جعفر الأعمى التطيلي من قصيدة له:

فَلَو تراني قد اسْتَسْلَمتُ مُرتَقباً ... مِنْها حنانَ الرضى أو جَفوةَ الغَضَبِ

حتّى إذا ما ألانَتْ تلك جانبها ... والقلبُ مهما أرُمْ تَسكينَه يَجِبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>