للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُبَّ يومٍ قَيْظُه مُنضِجٌ ... كأنه أحشاءُ ظَمآنِ

أَبْرزَ في خدًَّيه لي رَشحَهُ ... طَلاً على وَردٍ وَسَوْسَانِ

وكان في تحليل أَزْرارِه ... أَقْودَ لي منْ أَلِف شَيْطانِ

فُتِّحت الجنَّةُ من جَيْبه ... فَبِتّ في دَعوة رِضوانِ

مُرُوَّةٌ في الحبِّ تنهى بأنْ ... يُجَاهَرَ اللَّهُ بعصيان

وقال أيضا:

لَيَالِيَ بِعْتُ العاذلينَ أمانتي ... بفتكي وَوَلّيْتُ الوشاة آذَانِي

وإذ لي نَدْمَانان سَاقٍ وَقينة ... رشيقان بالأرواحِ يَمْتزجانِ

أَمدّ الى الطّاوُوس في تارةٍ يدي ... وفي تارَةٍ آوي إلى الورشان

فكُنْتُ أديرُ الكأسَ حتّى أراهما ... يميلان من سُكْرٍ ويعتدلان

ونفضي إلى نومٍ فإن كُنتَ جاهلاً ... مكاني فَوُسْطَى العقد كانَ مكاني

فكانا لما في الجسم من رقَّةِ الضَّنَى ... يكادانِ عند الضَّمِّ يَلتقيان

فَلَو تُبصِرُ المضنى وبدراهُ حَولهُ ... لقُلْتَ السُّها من حَوْله القمران

وما بِيَ فخرٌ بالفُجُور وإنما ... نَصيبُ فجوري الرشْفُ والشفتان

وما أبدع قول البحتري في هذا المعنى حيث يقول:

بَاتَ نَديماً لي حتّى الصَّبَاحْ ... أغيدَ مجدول مكانِ الوشاحْ

<<  <  ج: ص:  >  >>