للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَمْ ليلة كادَ المنى يَسْتَفِزُّني ... ولا رِقْبَةٍ دون الأمَاني ولا سَتْرُ

وفي ساعدي بدرٌ على غُصن بانةٍ ... يَودّ مكاني بين لبّاتِه البَدْرُ

وفي لحْظِهِ كالسُّكْر لا مِنْ مُدَامةٍ ... ولولا اعتراضُ الشكِّ قُلتُ هو السكْرُ

وقد سلَبتْهُ الراحُ سَورة كبْره ... وَمَالَ على عطفيه وانقطع العُدْر

وبين ضُلُوعي، يعلمُ الله، حَاجةٌ ... طواها عفافي لا كما زعم الغَيْرُ

فَلَمْ يكُ الا ما أباحَ لي التُّقى ... ولم يبق إلا أن يحلّ لي الخمرُ

وقال أبو الوليد أيضا:

وكم ليلةٍ ظافرت في ظلها المنى ... وقد طَرفَتْ من أعين الرُّقَباءِ

وفي ساعدي حُلْوُ الشَّمائل مترفٌ ... لعوبٌ بِيَأسي تارة ورجائي

أُطارِحُهُ حُلْوَ العتابِ وربما ... تَغَاضَبَ فاسْتَرضَيته بِبُكَائِي

وفي لحظه من سورة الكأسِ فَتْرَةٌ ... تَمُتُّ إلى ألحاظه بِوَلاءِ

وقد عابَثَتْهُ الرَّاحُ حتَّى رَمَتْ به ... لَقى بين ثِنْيَي بُرْدَتِي وَرِدَائِي

على حاجةٍ في النفسِ لو شِئْتُ نِلْتُهَا ... ولكن حمتني عِفَّتِي وَحَيَائِي

وقال أبو الحجاج الرمادي:

ولَيلةٍ راقبتُ فيها الهوى ... على رقيبٍ غير وسْنانِ

والرّاحُ ما تنزل من راحتي ... وقتاً ومن راحة نُدْمَاني

<<  <  ج: ص:  >  >>