فرَجعتَ حينَ رَجعتَ ألأمَ ثائِر ... خَزيانَ لا بِدَم ولا بأسيرِ
لو كنتَ مثلَ أخي القصافِ وسيفه ... يومَ الشّباكِ لَكُنتَ غير فَرورِ
ضربَ ابنَ عَبلَةَ ضربَة مَذكورَةً ... أبكى بها وشفى غَليلَ صُدورِ
وبَنى بِها حَسباً وراحَ عَشِيّةً ... بثيابِ لا دَنِسٍ ولا مَوتورِ
قال أبو عثمان: أخبرنا أبو عبيدة أنه كان من حديث أخي القصاف - قال واسم أخي القصاف وكيع
بن مسعود بن أبي سود بن مالك بن حنظلة - أنّ إياس بن عبلة أخا بني جشم بن عدي بن الحارث
بن تيم الله بن ثعلبة، قتل في مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مسعود ابن القصاف بن عبد
قيس بن حرملة بن مالك بن أبي سود بن مالك ابن حنظلة. قال: وأبو سود جد بني طهية. قال: وهذا
قول اليربوعي. قال: أسرت بنو تيم الله وكيع بن القصاف، فحبسوه عندهم، فظن بنو حنظلة أنهما قد
قتلا كلاهما، فقال الأحوص، وهو زيد بن عمرو ابن قيس بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع،
يرثيهما ويتوعد بني تيم الله:
لتَبْكِ النساء المُرضِعاتُ بِسُحرَة ... وكَيعاً ومَسعوداً قتيلَ الحَناتمِ
كِلا أخوَينا كانَ فَرعاً دَعامَة ... ولا يُلبِثُ العَرشَ انقِضاضُ الدَعائِم
فلا تَرجُ تَيمُ الله أنْ يجعلوهما ... دِياتٍ ولا أن يهزما في الهزائمِ
يقول ليس لهما مترك، لابد أن يطلب بهما. هزم له حقه أي وهبه له. قال: فلما أتى هذا الشعر بني
تيم، عرفوا أن بني حنظلة سيطلبونهم بدم مسعود، فخلّعوا سبيل وكيع. قال فلبث بنو القصاف بذلك
ما شاء الله أن يلبثوا. ثم إن فتية منهم خرجوا من الكوفة في عير لهم، حتى إذا ذنوا من الشباك، لقوا
قوماً فسألوهم: من على الماء؟ فقالوا لهم: بنو حارثة بن لام وناس من بني تيم الله بن ثعلبة. قال: فعقل بنو القصاف