قال: الأخشبان جبلان بمكة عظيمان معروفان بالضخم.
عَرفَ القبائِلُ أننا أربابهُا ... وأحَقُها بِمَناسِك التَكبيرِ
ويروى أربابهم وأحقهم بمشاعر.
جعلَ الخِلافَةَ والنُبوة ربُّنا ... فينا وحُرمَة بيتِهِ المَعمورِ
قوله فينا، يعني في خندف. وجعل الإله فيها شرف النبوة والخلافة.
ما مثلُهُنّ يُعدُّهُ في قَومِهِ ... أحدٌ سوايَ بمُنجِد ومُغيرِ
هُنّ المَكارِمُ كُلُهنّ معَ الحَصا ... غير لقليلِ لنا ولا المَكثورِ
يقول: هذه المكارم كلها لنا مع الحصى، يريد مع كثرة العدد.
وأبي الذي رَدّ المَنيةَ قَبرهُ ... والسيفُ فوقَ أخادِع المَصبورِ
قوله المصبور، هو المقتول صبرا.
عُرضَتْ لهُ مائةٌ فأطلقَ حَبْلُهُ ... أعناقَها بِكَثيرة جُرجورِ
وإذا أخندِفُ بالمَنازِل مِنْ مِنىً ... طارَ القبائلُ ثم كلّ مَطيرِ
يقول: إذا دعوت يال خندف. بالمنازل يريد في المنازل، لأن حروف الصفات يدخل بعضها على
بعض، فجاء بالباء، وإنما أراد في، وهذا جائز كثير في القرآن والشعر. قال الله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ
فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}. يقول: فإذا دعوت بخندف طار القبائل كل مطير، يقول أجابوني مختلفين بجمعهم.
فَرقاً وإنّ رِقابهُمْ مملوكَةٌ ... لمُسَلّطٍ مَلكِ اليدين كبيرِ
مِنّا النبيُّ محُمدٌ يجلىَ بِهِ ... عنّا العَمَى بمُصَدّق مَأمورِ
خيرِ الذينَ وراءهُ وأمامهُ ... بالمَكرُماتِ مُبشرِ ونذيرِ