للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: الضبر الوثب، يقال من ذلك ما أحسن ضبر الفرس، إذا كان حسن الوثب. وقوله ولقد شفوك

من المكوى جنبه، قال: وذلك أنه لما قتل الجحّاف أهل الرحوب بالبشر، فأرادوا أن يقبروا قتلاهم،

أتاهم الشمرذى، أحد بني الوحيد - قال: والوحيد عوف وكعب ابنا سعد بن زهير بن جشم بن بكر -

فقال لهم الشمرذي: إنكم إن قبرتم أصحابكم فكانوا كثيراً، عُيرتم بها، ما دامت لكم حياة، فحرّقوهم.

فوقع شهاب على جنب الشمرذى فأحرقه ثم قتلته قيس بعد ذلك بالبليخ، قتله رجل من غني. وفي

إحراقهم يقول الجحاف:

لقدْ أوقدَتْ نارُ الشمَرذَى بأرؤسٍ ... عِظامِ اللّحَى مُعرَنزِماتِ اللهازمِ

تحُشُ بِأوصالٍ مِنَ القَومِ بينها ... وبين الرِجالِ المُوقِديها المَحارِمُ

فاقبِضْ يديكَ فإنني في مُشرِفٍ ... صَعْبِ الذُرَى مُتَمَنّعِ الأركانِ

يقول: نسبي عال، يعلو الجبل الذي لا يرام صعوبة. وإنما ضربه مثلاً لنسبه، وأنه لا يدانيه أحد ولا

يبلغه.

ولَقدْ سَبقتُ فما ورائي لاحِقٌ ... بَدءا وخُليّ في الجِراء عِناني

نَزعَ الأخَيطِلُ حينَ جَدّ جِراؤنا ... حَطِمَ الشوَى مُتكسرّ الأسنانِ

ويروى متهتم الأسنان. قوله نزع الأخيطل، يقول: كف لمّا علم أنه مسبوق بالشرف. والشوى ليس

بمقتل، وإنما المقتل أن يصيب خاصرته أو نحوها من جوفه.

قُلْ للمعَرّضِ والمُشَوّر نفسَهُ ... مَنْ شاءَ قاسَ عنانَهُ بِعناني

عَمداً حَزَزتُ أنوفَ تغلِبَ مثلَ ما ... حَزّ المَواسِمُ آنُفَ الأقيانِ

ولقدْ وَسَمتُ مجاشعاً ولَتَغْلبُ ... عِندي محُاضرَةٌ وطولُ هوان

قيسٌ على وَضَحِ الطريقِ وتغلبٌ ... يَتَقاوَدونَ تَقاوُدَ العُميان

ليسَ ابنُ عابِدَةِ الصليبِ بِمُنتَه ... حتى يَذوقَ بِكَأسِ مَنْ عاداني

<<  <  ج: ص:  >  >>