للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٥ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ لِيْ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا عَبْدِ اللهِ، لاَ تَكُنْ مِثْل فُلاَنٍ، كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ، فترَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١).

ــ

* مفردات الحديث:

- مثل فلان: لم يدر من هو، والظاهر أنَّ الإبهام من أحد الرواة؛ لقصد الستر عليه، والقصد هو تنفير عبد الله من الغفلة، وترغيبه بقيام الليل.

- من الليل: قال العيني: وليس في رواية الأكثرين لفظ "من" موجود، بل اللفظ: "كان يقوم الليل"؛ والمراد: في جزء من أجزائه.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - فضيلة قيام الليل، وأنَّه لا ينبغي تركه؛ لما فيه من الفضل العظيم، فصلاة الليل أفضل من صلاة النهار؛ لما فيها من السرية، والبُعد عن الرياء، ولما فيها من صفاء المناجاة مع الله تعالى، وحضور القلب، ولما فيها من إيثار طاعة الله تعالى على الراحة والفراش والمنام، ولما جاء في فضلها من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي لا تخفى.

٢ - صلاة الليل: قال السَّفَّارِينِي في "شرح منظومة الأداب":

مطلب في التهجد وما ورد في فضله:

التهجد لا يكون إلاَّ بعد النوم، والناشئة لا تكون إلاَّ بعد رقدة، وصلاة الليل بعد ذلك، وصلاة الليل سنة مرغَّبٌ فيها، وأفضل من صلاة النهار، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا


(١) البخاري (١١٥٢)، مسلم (١١٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>