للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ألهتني: من: الإلهاء، لهي الرجل عن الشيء يلهى عنه، إذا غفل، من باب علم، ومعنى ألهتني: أشغلتني، وأما لهى يلهو، إذا لعب، فمن باب نصر ينصر.

- عن صلاتي: عن كمال الحضور، وتدبر أركانها وأذكارها.

* ما يؤخذ من الحديث:

١ - استحباب إبعاد كل ما يشغل المصلي، من ألوان وزخارف تكون في قِبلته، وصيانة الصلاة عن كل ما يلهي المصلي، وهو إجماع.

٢ - الأفضل للمصلي أن يقصد الأماكن التي لا يكون بها ما يلهيه، أو يشغله عن صلاته، وحضور قلبه فيها.

٣ - لب الصلاة وروحها حضور القلب والخشوع، فليحرص المصلي على استجلاب دواعي ذلك؛ لتتم صلاته وتكمل عبادته، قال الإِمام أحمد: كانوا يكرهون أن يجعلوا في القِبلة شيئًا، حتى المصحف.

٤ - القيام بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ بإزالة ما قدر على إزالته، من الأمور المنافية للشرع، والمبادرة إلى ذلك.

٥ - أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يعرض له ما يعرض لغيره -من البشر- من الخواطر، إلاَّ أنَّها لا تتمكن منه، كما هي إلاَّ خطرات بسيطة، حتى يعود إلى مناجاة الله تعالى، والاتصال بربه.

٦ - كراهة زخرفة المساجد وتزويقها، وجعل الكتابات والنقوش فيها، مما يلهي المصلين، ويشغلهم عن تدبر صلاتهم، بتتبع هذه النقوش والزخارف، وكذلك الصلاة على المفارش المنقوشة المزخرفة.

٧ - جواز ستر الجدر بالستائر، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ما أمر بإزالتها إلاَّ من أجل تصاويرها، التي عرضت له أثناء صلاته، والأفضل تركه؛ لما في صحيح مسلم (٢١٠٦)، عن عائشة؛ أنَّه -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أمرت أن أكسو الحجارة والطين".

<<  <  ج: ص:  >  >>