يكون اسمًا لجنس الخطايا، ويجوز أن يكون المعنى وهو الأظهر: من جاءني بخطيئة واحدة تقارب ملء الأرض أتيته بقرابها مغفرة، إذا لم يشرك بي شيئًا.
* وقوله:(بقراب الأرض) وإنما لم يقل ملأها ولا وزنها ولا سعتها ولا عرضها وإنما ذكر قرابها ليتناول هذه الأشياء كلها -إن كانت الخطيئة بوزنها أو في سعتها- وإنما قابل قراب الأرض بقراب الأرض، لأن الغفر ستر ومحو، والمحو لا يحتاج زيادة تفضل بل يكفي فيه تقدير المحو.
- ٣٧٢ -
الحديث الخامس:
[عن أبي ذر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة (١٧٦/ أ) وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى].
* في هذا الحديث من الفقه أن الإنسان قد أعطاه الله عز وجل خلقه، قال الله تعالى:{الذي أعطى كل شيء خلقه} وفي معنى الآية وجهان: أحدهما: أعطى خلقه كل شيء. والثاني: أنه أعطى كل شيء خلقه أي وهب للآدمي خلقه، فجملة عظام الآدمي هبة من الله تعالى له.
*وتفصيل ذلك: أن كل سلامى هبة من الله عز وجل للآدمي -قال أبو عبيدة:(معنى الحديث على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة) فإذا نظر الآدمي في خلق نفسه، ورأى أنه لو قد أعوزه من عظامه عظم واحد لأدخل عليه حياته