قلنا شكا في نبوتك، ولكن لما رأينا رفقك بعشيرتك وقومك، خفنا أن تؤثر المقام عندهم على المقام عندنا، فكان جوابه لهم: المحيا محياكم والممات مماتكم، فكان مقصودهم صالحا، إلا أن النطق الذي ذكروه لم يحترزوا فيه حق الاحتراز لقولهم: أخذه رأفة بعشيرته ورغبة في قريته، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - لا يرأف إلا بالمؤمنين لقوله عز وجل:{بالمؤمنين رءوف رحيم} فكيف كان يرأف بكافر.
* وقوله:(فإن الله ورسوله يصدقانكم) أي: في هذا المقصد، ويعذرانكم فيما كان من هذا النطق.
* وفيه أيضا: من الدليل على أن الرجل يستحب له أن يكون في يده شيء من السلاح، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استعان بالقوس حتى طعن بسيتها، وضرب عين الصنم، فأقامها مقام العصي، ونزه يده الشريفة عن أن يطعن الصنم بها، أو أن يمس بها صنما.
* وفيه أيضا: استحباب حمد الله تعالى، والثناء عليه على آثار النعم لكونه صعد إلى الصفا عند تمام الفتح حامدا لله عز وجل.
* وأما البياذقة: فقيل: إنهم الرجالة.
* وقولهم:(فما أشرف لهم أحد) أي: ظهر لهم، إلا أناموه، أي: قتلوه.