* وفيه أيضا: أن هناك في مثل تلك الحالة مقنعة عن الإفصاح؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشار لهم بيده على الأخرى، لما كنى به عن حبهم واستيصالهم.
* وفيه أيضا: دلالة على أنه وثق لهم بالنصر لقوله: (حتى توافوني بالصفا).
* وقوله:(أبيدت خضراء قريش) أي: أهلكت واستوصلت.
* وفيه: أن الحال إذا بلغت إلى استنزال واستعطاف من العدو يدل ذلك له مع أمن العاقبة، فإن أبا سفيان لما استعطف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:(من دخل دار أبا سفيان فهو آمن) أي: من دخلها وترك القتال.
* فأما تخصيص دار أبي سفيان بذلك؛ فقال ثابت البناني إنما قال هذا لأنه كان إذ أوذي بمكة دخل دار أبي سفيان فأمن، فكافأه على ذلك بهذا القول. والحسر: جمع حاسر، وهو الذي لا درع عليه ولا مغفر.
* وقوله:(فإذا جاء الوحي لا يرفع أحد طرفه إليه) هذا من أدب الصحابة، وأنهم كانوا لا يرفع أحد منهم طرفه إليه وقت الوحي احتراما.
* وفيه من الفقه: إن الرجل قد يظن الظن غير الصالح ثم يفيء عن قريب لكون الأنصار قالوا: أما الرجل فأدركته رغبة في قومه.
* وفيه أيضا: أن الله تعالى تداركهم بما أوحى إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - حتى أخبرهم بما كانوا نطقوا به، فاعترفوا رضي الله عنهم اعترافا فأمحى ما كان من هفوة، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المحيا محياكم، والممات مماتكم (٧٨/أ) فقالوا: ما قلنا إلا بالضن بالله وبرسوله. الضن. البخل والشح، يعنون: إنا ما قلنا ما