للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقسم الله تعالى بهذه الخيل عادية في سبيله، ساهرة في نصر رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قد أورت القدح في الليل فوافت المغار عند الصبح؛ فأتبع ذلك بأن قال سبحانه: {فأثرن به نقعًا} لأنهن خرجن من ظلمة الليل إلى ضياء الصبح، ويجوز أن يعود إلى المغار فقوله سبحانه: {فأثرن به نقعًا} أي العجاج.

* {فوسطن به جمعًا}، ومعنى وسطن أي أثرن به العجاج حتى صار بينهن وبين الناظرين، فادر عنه عوضًا من ادراعهن الليل حتى وسطن الجمع، ثم كان عدد ما بين الاثنين كل آية منهما أحد عشر حرفًا، وهو جزء أصم أيضًا إلا أنه لما كانت الآيات الأول في صفات الخيل نفسها كانت ثلاثة عشر، فلما كانت الآيتان اللتان بعدها في صفات ما فعلت الخيل نقصت صفاتها عن ذاتها لحروب إلا أنه جزأ أصم أيضًا لا يقبل الكسر.

* وقوله (٢١٩/ أ) سبحانه: {إن الإنسان لربه لكنود (٦) وإنه على ذلك لشهيد (٧) إنه لحب الخير لشديد} فهي ثلاثة فصول، كل منها مؤكد بإن، ثم أجيبت بثلاثة على عددها فقال سبحانه: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (٩) وحصل ما في الصدور (١٠) إن ربهم بهم يومئذ لخبير}؛ فكانت هذه الثلاثة أجوبة للفصول الثلاثة.

* وأما قوله: (فإن سمع أذانا أمسك) فإن الأذان إذا أعلن به معلن في حي

<<  <  ج: ص:  >  >>