* في هذا الحديث من الفقه أن الغارة يستحب أن يتوخى لها ما بعد طلوع الفجر، (٢١٨/ ب) وتدبير ذلك أن يكون على ما قال الله عز وجل فيما أقسم به سبحانه وتعالى في قوله: {والعاديات ضبحًا} فإن العاديات جمع عادية، وهي الخيل تعدو بفرسانهن، قال:{فالموريات قدحًا} يعني أنهن يسار عليهن في الليل حتى يورين حوافرهن إذا ضربن بهن الحجارة، فيصخب الموضع الذي يممنه.
* وقد سبق شرح هذه السورة فيما تقدم، وذلك أني تدبرت آيات هذه السورة فوجدت قوله سبحانه:{والعاديات ضبحًا} ثلاثة عشرة حرفًا، {فالموريات قدحًا} ثلاثة عشرة حرفًا أيضًا، {فالمغيرات صبحًا} ثلاثة عشرة حرفًا، فرأيت أن هذا العدد وهو ثلاثة عشر من الأعداد الصم التي لا تقبل الكسر، فنظرت أن الله تعالى أشار بهذا العدد في هذه الآيات أنه يستحب أن يكون عدد السرايا من الأعداد الصم التي لا تقبل الكسر تفاؤلًا بذلك.
* ثم إني نظرت في عدد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فوجدته ثلثمئة وثلاثة عشر، عددًا أصم لا يقبل الكسر، كما كان عدة أصحاب طالوت حين جازوا معه النهر ثلثمئة وثلاثة عشر، وهو جزء أصم لا يقبل الكسر، فلما