للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال إمام الحرمين: (المكروه ليس حسناً ولا قبيحاً؛ فإن القبيح: ما يذم عليه وهو لا يذم عليه، والحسن: ما يشرع الثناء عليه وهذا لا يشرع الثناء عليه) (١) ....

وقال (٢): (قيل (٣): وينبغي على قول الإمام (٤) ذلك في المكروه أن خلاف الأولى كذلك؛ بل أولى بأن ينفى القبح عنه من حيث إن النهي فيه غير مقصود).

قال: (وكذا المباح ينبغي أن يكون كذلك، فلا يكون حسناً؛ لأن الحسن عنده ما يشرع الثناء عليه، وهذا لا يشرع الثناء عليه، ولا قبيحاً؛ لأن القبيح ما يذم عليه، وهو لا يذم عليه).

قال (٥): (كون المكروه وخلاف الأولى من القبيح فيه نظر وإن صرح به التاج السبكي (٦)).

قال الزركشي: (ولم أره لغيره، وكأنه أخذه من إطلاق كثير أن القبيح: ما نهي عنه). قال: (ويمكن أن يريدوا النهي المخصوص - أي: نهي التحريم -؛ بل هو الأقرب لإطلاقهم ... ) (٧) " (٨).


(١) هذه العبارة لم أجدها لإمام الحرمين بنصها ومعناها في البرهان (١/ ٣١٣)؛ والتلخيص (١/ ١٦٩ - ١٧٠).
(٢) أي: البرماوي. يُنظر: الفوائد السنية في شرح الألفية للبرماوي (٢/ ٣٦٥).
(٣) قائله: الزركشي في تشنيف المسامع، ذكر ذلك محقق الفوائد السنية في شرح الألفية للبرماوي. ويُنظر: تشنيف المسامع (١/ ٢٣٢).
(٤) أي إمام الحرمين الجويني.
(٥) أي: البرماوي، فالكلام مستمر له. يُنظر: الفوائد السنية في شرح الألفية للبرماوي (٢/ ٣٦٣).
(٦) في جمع الجوامع، وعبارة البرماوي فيها نظر، فالذي صرح به ابن السبكي في جمع الجوامع هو خلاف الأولى لا المكروه. يُنظر: جمع الجوامع مع شرح المحلى - مطبوع مع حاشية البناني - (١/ ١٦٨).
(٧) يُنظر: تشنيف المسامع (١/ ٢٣١). وعبر الزركشي في استدراكه على ابن السبكي نفس الصيغة الاستدراكية فقال: "وفي إطلاق القبيح على خلاف الأولى نظر، ولم أره لغير المصنف".
(٨) يُنظر: التحبير شرح التحرير (٢/ ٧٥٩ - ٧٦٠).

<<  <   >  >>