في قصة أم إسماعيل عليه السلام وهي طويلة وفيها: {أن إبراهيم عليه السلام جاء بها إلى مكة فقالت: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا، وأنه عليه السلام استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. (١) ثم ذكر قصة زمزم. وقوله صلى الله عليه وسلم:{يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال لو لم تغرف من الماء ـ لكانت زمزم عيناً معيناً} وفيه قول الملك: {لا تخافوا الضيعة؛ فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله}
ثم ذكر زيارة إبراهيم مرتين لا يجد ابنه، وفي الثالثة جاء وقال:{يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً} وذكر بناء البيت. رواه البخاري.
ثم رواه بلفظ آخر وفيه قول هاجر لإبراهيم عليه السلام:{إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله}
وفيه قصة زيارة إبراهيم وقوله:{اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم} ثم مجيئه لبناء البيت وقوله: {يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتاً. قال: أطع ربك، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، قال: إذن أفعل أو كما قال}
التخريج:
خ: كتاب الأنبياء: بابٌ "يزفون " النسلان في المشي (٤/ ١٧٢ - ١٧٧)(الفتح ٦/ ٣٩٦ - ٣٩٩).
(١) (اقتباس من قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع} [إبراهيم: ٣٧]