[سليمان] بأنه فهم الحكم، وكان داود عليه السلام قد فهم من الصواب ما فهمه سليمان عليهما السلام. إلا أن لقائل أن يقول: إن الله تعالى لم يقل: إنه "فهمه الصواب"- فيحتمل: ففهمناها سليمان مثلما فهم داود، ويحتمل: فهمناه الناسخ ولم يفهم داود، لأنه لم يبلغه، وكل واحد منهما مصيب فيما يحكم به. [على أن] أكثر ما في الباب أن الآية تدل على أن داود وسليمان عليهما السلام ما كانا مصيبين جميعاً، وذلك لا يوجب كون المجتهدين في مسألتنا غير مصيبين- ولله أعلم.
٢ - ومنها- إجماع السلف. وروى عن أبى بكر رضي الله عنه أنه قال في الكلالة:"أقول فيها برأيي، فإن يكن صواباً فمن الله تعالى وإن يكن خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان". وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قصة بروع بنت واشق:"أقول فيها برأيي، فإن كان صواباً فمن الله تعالى، وإن كان خطأ فمنى ومن الشيطان". وقال عمر رضي الله عنه لكاتبه: اكتب: "هذا ما رآه عمر. فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن عمر". وقال على رضي الله عنه في مسألة أفتى فيها جماعة من الصحابة بحضرة عمر رضي الله عنه فقال:"إن كانوا قد اجتهدوا فقد أخطأوا". وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "أما يخشى الله زيد: يجعل ابن الابن ابناً،