للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفطروا وهم يطيقون الصوم، ثم نسخت بقوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} الآية، والذاهبون إلى أنها محكمة اختلفوا في تأويلها، فذهب بعضهم إلى أن المراد بها المشايخ والعجائز، والمراضع والحوامل، فيكون المعنى، وعلى الذين يطيقونه بتكلف ومشقة. وروي هذا عن ابن عباس في رواية وعلى هذا يأتي ما روي عنه، وعن عائشة أنهما قرأ: ((وعلى الذين يُطوَّقُونَه)) بمعنى يكلفونه وعن عائشة أيضًا وطاوي وعمرو بن دينار أنهم قرؤوا ((يطوقونه)) أي يتكلفونه وروي عن ابن عباس ((يطيقونه)) وقرأت فرقة ((يطيقونه)) وذهب بعضهم إلى أن الآية وردت عامة في هؤلاء، والصحيح والمقيم فيخصص من ذلك الصحيح المقيم بقوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} وبعضهم يعبر عن هذا بالنسخ وهذا مما اختلف [فيه أرباب الأصول] وإنما يصح أن يقال فيه نسخ إذا تقرر في الشرع أن المراد بلفظ العموم، وعلى هذا قال الشافعي في الآية ظاهرها أن الذين يطيقونه إذا لم يصوموا أطعموا، ونسخ في حق غير الحامل والمرضع وبقي حقهما ظاهرهما. ومن أجل مراعاة عموم هذا اللفظ قال علي -رضي الله عنه- في المريض والمسافر أنه يفطر، ويطعم لكل بوم مسكينًا صاعًا. وقال: وذلك قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفر} يمنع دلالة قوله بعد ذلك: {وعلى الذين يطيقونه} على المسافر والمريض لأن ما عطف على الشيء غيره لا محالة. وذهب بعضهم إلى أن المعنى بالآية وعلى الذين يطيقونه وهم بحالة الشباب، ثم استحالوا بالشيخوخة فلا يستطيعون الصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>