للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النار، فيأتيه من غمها ودخانها إلى يوم القيامة"، فهذا كله يدل على دوام العذاب على الكافر في قبره.

النوع الثاني: إلى مدة، ثم يزول وينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة، أو استغفار، أو ثواب حج، أو قراءة تصلُ إليه من بعض أقاربه أو غيرهم. وحَكى القرطبي في التذكرة (١)، أن امرأة جاءت إلى الحسن البصري رحمه الله فقالت: إن ابنتي ماتت، وَقَدْ أحببت أن أراها في المنام. فعلّمني صلاة أصليها؛ لعلّي أراها، فعلمها صلاة فرأت ابنتها، وعليها لباس القطران، والغُل في عُنقها، والقيدُ في رجليها، فارتاعت لذلك وأخبرت الحسن فاغتم عليها، فلم تمض مدة حتى رآها الحسن في المنام، وهي في الجنة على سرير، وعلى رأسها تاجٌ فقالت له: يا شيخ أما تعرفني؟ قال: لا، قالت: أنا بنت تلك المرأة التي علّمت أمي الصّلاة فرأتني في المنام. قال: فما سبب أمرك قالت: مر بمقبرتنا رجل، فصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان في المقبرة خمسمائة وستون إنسانًا في العذاب، فنودي: ارفعوا العذاب عنهم، ببركة صلاة هذا الرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

قال القرطبي (١): وقد ذَكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رضي الله عنه، في كتاب "عيون الأخبار" (٣) عن الحارث بن نبهان أنه


(١) (٢٨٠، ٢٨١).
(٢) لا يعلم في الشرع صلاة تصلى فيراى الأحياء فيها الأموات كما أن العمل الصالح يقتصر أثره على العامل على الخلاف في إهداء الثواب، وهذا لم يهده.
(٣) لم أجده فيه. وراوي الحكاية متروك الحديث الحديث عند المحدثين انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (٢٩).