للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن محاسنهم إن كان غيرّها ... طول المقام، ببطن الأرض واللبث

وما لهم حشرات الأرض تنهشهم ... نهشا تزول به الأعضاء [والجثث]،

فإن يُجِبْك بما لاقى مُجيبُهم ... ولن يُجيب وأنى ينطق الجدث

فانظر مكانك في أفناء ساحتهم ... فإنه الجدّ لا هزلٌ ولا عَبثُ

واعمل لمصرع يوم هال (١) أوّله ... ومن أمامك فيه الروع والجأث

فَإنْ قلت: هل عذابُ القبر دائم أو منقطع؟

فالجوابُ كما قال المحقق: إنَّ عذابَ القبر نوعان: نوع دائم وهو عذاب الكافر، سوى ما ورد في بعض الأحاديث، إنه يُخففُ عنهم ما بين النفختين، فإذا قاموا من قبورهم، {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} ويدلُ على دوامه قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: ٤٦]، وحديث سمرة الذي رواه البخاري، في رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه، فهو يُفعَلُ به ذلك إلى يوم القيامة، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة الجريدتين: "لعله يخُفف عنهما ما لم ييبسا" (٢)، فجعل التخفيفُ مقيدًا بمدة رطوبتهما، فقط.

وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر: "ثم يُفتح له باب إلى النار فينظرُ إلى مقعده فيها، حتى تَقومَ الساعة". رواه الإمام أحمد وتقدّم. وفي [(٣) بعض طرقه: "ثم يُخرق له خَوقًا إلى


(١) في (ب)، (ط): "وم هال أوله". وفي الأصل (هال يوم) وما أثبت من العاقية وما بين القوسين من العاقبة (النجث) وفي العاقبة بعده
وتلكم الفتيات إذ طرحن بها ... هل كان فيهن ذا التغير والشعث
(٢) رواه البخاري (٢١٦)، ومسلم (٢٩٢) وتقدم تخريجه.
(٣) من أول هذا الموضع يوجد سقط في (ب).