للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيفة مكتوب فيها، ما عملته من الخير والشر منذ ولدتني أمي، إلى أن قتلتُ عليًا، [كرّم الله وجهه] (١)، فأمر الله هذا الملك بعذابي، إلي يوم القيامة، فهو يفعل بي ما تراه، ثم سكت فنقره الطائرُ نقرةً نشر أعضاءه بها، ثم جعل يبتلعه عضوًا عضوًا، ثم مضى.

قال ابن رجب (٢): قال الراهب: وقال لي الملك قد أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمرني أن أمضي بهذا الجسد، إلى جزيرة في البحر الأسود، الذي يخرجُ منه هَوام أهل النار، فأعذبه إلى يوم القيامة.

قال السيوطي: وهذا الإسنادُ يعني إسناد هذه الحكاية؛ ليس فيه من تكلم فيه سوى أبي علي شيخ تمام، قال الذهبي: كان متهمًا. وقال الحافظ ابن رجب (٣): قد رُويت هذه الحكاية من أوجه أخر، أخرجَها ابن النجار في "تاريخه" من طريق السلفي، بإسناد له إلى الحسن بن محمد بن عبيد اليشكري، حدثنا إسماعيل بن أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن المنجم، سنة مائة وثلاثة عشر: أنه حضر مع يوسُف بن أبي التياح، فأحضر راهبًا، فحدث فذكر شبيهًا بها، وفيها أنه قال: إن مِلَكًا نفاه إلى جزيرة على البحر منفردة، قال: فرأيت يَومًا طائرًا إلخ.

ورُويت من وجه آخر من طريق أبي عبد الله، محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، صاحب "السُداسيات" المشهورة، عن علي بن بقّار بن محمد الورّاق، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عُمر البزار،


(١) الأولى أن يقال رضي الله عنه.
(٢) "أهوال القبور" ص ١٩٨.
(٣) "أهوال القبور" ص ١٩٨.