وحكى عبد الكافي: أنه شهد جنازة، فإذا عبد أسود معنا، فلما صلى الناس لم يصل، فلمّا حضرنا الدفن نظر إلي، ثم قال: أنا عمله، ثم ألقى نفسه في القبر، فنظرت فلم أر شيئا.
وأخرج ناصر السنة ابن الجوزي رحمه الله، عن عبد الله بن محمد المديني، عن صديق له: أنه خرج إلى ضيعة له، قال: فأدركتني صلاة المغرب إلى جنب مقبرة، فصليت المغرب قريبًا منها، فبينا أنا جالس، إذ سمعت من ناحية القبور صوت أنين، فدنوت إلى القبر الذي سمعت منه الأنين، وهو يقول أوه قد كنت أصلي، قد كنت أصوم، فأصابتني قشعريرة، فدنا من حضرني فسمع مثل ما سمعت، ومضيت إلى ضيعتي، ورجعت في اليوم الثاني، فصليت في موضعي الأوّل، وصبرت حتى غابت الشمس، وصليت المغرب ثم استمعت على ذلك القبر فإذا هو يئن ويقول: أوه قد كنت أصلي، قد كنت أصوم فرجعت إلى منزلي، وحُمِّيتُ فمكثت مريضًا شهرين.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت"، من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي أيوب اليماني، عن رجل من قومه، يقال له عبد الله: أنه ونفر من قومه ركبوا البحر، وإن البحر أظلم عليهم أيامًا، ثم انجلت عنهم تلك الظلمة، وهم قرب قرية، قال عبد الله: فخرجت ألتمس الماء فإذا الأبواب مغلقة، تُجأجئ فيها الريح، فهتفت فيها، فلم يجبني أحد فبينا أنا على ذلك، إذ طلع عليّ