للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس، حتى ما أبالهم، وأن قاضي البلد مرض مرضًا خاف منه الموت، فأرسل إليّ وقال: أنا أشتري هتكي في قبري منك، وهذه مائة دينار، فأخذتها، فعوفي من ذلك المرض، ثم موض بعد ذلك فمات، وتوهمت أن العطية للمرض الأوّل، فجئت فنبشته، فإذا في القبر حس عقوبة والقاضي جالس، ثائر الرأس مُحمَّرة عيناه، عيناه كالسّكرجتين فوجدتُ زمعًا في ركبتي وإذا بضربة في عيني من أصيعين، وقائل يقول: يا عدو الله، تطلع على أسرار الله عز وجل.

وذكر البيهقي في كتاب "عذاب القبر" عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: بينما رَجل يسير في أرض إذ أتى إلى قبر، فسمع صاحبه يقول: آه آه فقام على قبره، فقال: فضَحَكَ عملك، وافتضحت (١).

وذكر السيوطي عن المقويزي (٢): أنه قدم في سنة سبع وتسعين وستمائة البريد بأن رجلًا من الساحل ماتت امرأته، فدفنها وعاد فذكر أنه نسي في القبر منديلًا، فيه مبلغ دراهم، فأخذ فقيه القرية، ونبش القبر ليأخذ المال، والفقيه على شفير القبر، فإذا المرأة جالسة مكتوفة بشعرها، ورجلاها قد ربطتا بشعرها، فحاول حل كتافها فلم يقدر، فأخذ يجهد نفسه في ذلك، فخُسف به وبالمرأة، - حيث لم يعلم لهما خبر فغشي على فقيه القرية، مدة يوم وليلة، فبعث السلطان بخبر هذه الحادثة إلى الناس ليعتبروا بذلك.


(١) رواه البيهقي في "عذاب القبر" (٢٦٣).
(٢) "شرح الصدور" ص ٢٤٧.