للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"فيُفْتَحُ له بابٌ إلى النار، فيأتيه من حَرِّها وسمومها"، ومعلوم قطعًا أن البدن يأخذ حظَّه من هذا الباب، عما تأخذُ الروح حظيها، فإذا كان يوم القيامة، دَخل من ذلك الباب إلى مقعده الهذي هو داخله، وهذان البابان، يصل منهما إلى العبد في هذه الدار، أثر خفي محجوب بالشواغل والعوارض، لكن يحس به كثير من الناس، وإن لم يعرف سببه.

هذا كله ملخص كلام الإمام المحقق، من الجواب عن شبه الملاحدة والزنادقة، ومن نحا نحوهم، وهو كلام سديد مفيد، لا يعيبه إلَّا كُل كفار عنيد، فجزاهُ الله عن الإسلام والسنة خيرًا (١).

ومن عجيب ما ذكر الحافظ الدّمياطي في "مُعجمه" (٢): سمعتُ محمد بن إسماعيل بن عبد الله الدمياطي، يقول: سَمعتُ أبا إسحق، إبراهيم بن عبد الله الثعلبي، صاحب السلفي يقول: كان عندنا رجلٌ نباش يتكفف الناس أعمى، وكان يقول من يُعطني شيئًا فأخبره بالعجب، ثم يقول من يزيدني فأرهِ العجب قال: فأعُطِي شيئًا وأنا إلى جنبه. أنظر، فكشف عن عينيه، فإذا بهما قد نفدتا إلى قفاه، كالأنبوبتين النافذتين، يرى من قبل وجهه ما وراء قفاه، ثم قال: أخبركم كنت فى بلدى نباشًا حتى شاع أمري فأخفت


(١) ذكر ابن القيم رحمنا الله وإياه عشرة أمور عن الأدلة على إثبات عذاب القبر أجارنا الله ووالدينا وذرياتنا وإخواننا المسلمين والمسلمات منه وأسقط هنا الأمر السابع. وهو قوله: "أن الله سبحانه وتعالى يحدث في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك فهذا جبريل كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - " إلخ.
(٢) "شرح الصدور" ص ٢٤٦.