للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البشر، فما وجه تسمية المسيح روح الله؟ وإذا كان سائر الناس تحدث أرواحهم من هذه الروح، فما خاصية المسيح؟

الثاني: أن يقال: فهل تَعلق الروح بآدم كانت بواسطة نفخ الملك؟ أم الرّبُّ هو الذي نفخها بنفسه، كما خلقه بيده؟

قيل -لعمرُ الله- إنّهما سؤالان مهمّان، فأما الأوّل: فالجواب عنه ما ذكره المحقق أنّ الرّوح الذي نفخ في مريم هو الرّوح المضاف إلى الله، الذي اختصّه لنفسه، وأضافه إليه، وهُوَ روح خاصّ من بين سائر الأرواح، وليس هو الرّوح الذي ينفخه الملك الموكّل بالنفخ في بطون الحوامل، من المؤمنين والكفّار فإنّ الله سبحانه وكّل بالرّحم مَلكًا ينفخ الروح في الجنين، فيكتب رزق المولود وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، وأمّا هذا الروح المرسل إلى مريم، فهو روح الله، الذي (هو) (١) من الأرواح النفيسة، فكان لمريم بمنزلة الأب لسائر النوع الإنساني، فإن نفخته لما دَخلت في فرجها كان ذلك بمنزلة لقاح الذكر للأنثى، من غير أن يكون هناك وطء وأمّا ما اختصّ به آدم، فهو أنه لم يخلق كخلقه من أب ولا أمّ، كخلق سائر النّوع من أب وأمّ، ولا كان الروح الذي نفخ الله فيه منه، هو الملك الذي ينفخ الروح في سائر أولاده ولو كان كذلك لم يَكنْ لآدم به اختصاص، وإنّما ذكر في الحديث ما اختصّ به على غيره، (وهي) (٢) أربعة أشياء خَلْقُ الله له بيده، ونفخُه


(١) ليست في (ب)، ولا (ط).
(٢) في (ب)، و (ط): (وهو).