السّنّة، وقد حكى إجماع الأمّة على أنها مخلوقة غير واحد من المسلمين، مثل محمد بن نصر المروزي، الإمام المشهور الذي هو من أعلم زمانه بالإجماع، والاختلاف وكذلك أجاب أبو إسحاق بن شاقلّا، من أصحابنا بلفظ سألت رحمك الله عن الروح، مخلوقة هي أم غير مخلوقة؟، قال: وهذا لا يشكّ فيه من وُفِّق للصّواب، أنّ الرّوح من الأشياء المخلوقة وقد تكلّم في هذه المسألة طوائف من أكابر العُلماء والمشايخ، وردّوا على من يزعم أنّها غير مخلوقة.
وصنّف الحافظ أبو عبد الله بن منده في ذلك كتابًا، وقبله الإمام محمد بن نصر المروزي، وغيره والشيخ أبو سعيد الخراز، وأبو يعقوب النهرجوري، والقاضي أبو يعلى (١) وقد نصّ على ذلك الأئمة الكبار، واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى بن مريم فكيفَ بروح غيره كما ذكره سيّدنا الإمام أحمد رضي الله عنه فيما كتبه في محتبسه في الرّدّ على الزّنادقة، والجهميّة قال: ثم إن الجهمي ادّعى أمرًا فقال: أنا أجد آية في كتاب الله على أنّ القرآن مخلوق، قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}[النساء: الآية ١٧١] وعيسى مخلوق، قلنا له إن الله منعك الفهم للقرآن، إن عيسى تجري عليه
(١) محمد بن نصر المروزي أبو عبد الله الحافظ له مصنفات: "السنة"، و"تعظيم قدر الصلاة" و"الإيمان" وغيرها ت ٢٩٤ هـ. وأبو سعيد الخراز شيخ الصوفية ت ٢٨٦ هـ "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٤١٩. والقاضي أبو يعلى الفراء ت ٤٥٨ هـ له كتاب "الروح" و"مسائل الإيمان" وغيرها "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٨٩.