للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في ترجمة مقدام بن داود الرعيني المصري: "قال أبو عمر الكندي: "لم يكن بالمحمود في روايته عن خالد بن نزار، وذلك لأنهم سألوه عن مولده فأخبرهم، ثم نظروا إلى الأسطوانة على رأس خالد بن نزار، فإذا سن المقدام يومئذ أربعة أعوام أو خمسة" قلت: وهذا جرح هين، فلعله سمع عليه وهو صغير". "اللسان" (٤/ ٣٣٨ - ٣٣٩).

وقال رحمه الله في ترجمة محمد بن يوسف بن موسى بن مسدي: "قال ابن حبان: "أخبرني أبو علي بن أبي الأحوص أن بعض شيوخه من الأندلس عمل أربعين حديثا، فأخذها ابن مسدي فركب لها أسانيد وادعاها" قلت: ليس هذا بقادح في صدقه، وإنما يعاب به بأنه أوهم أنه خرجها وتعب في تخريجها، ولو كان ادعى السماع لما لم يسمع؛ لكان كذابا وحاشاه من ذلك". "اللسان" (٦/ ٦٤٤).

فمن خلال هذه الأمثلة يتبين لك أن الرجل إذا ثبتت عدالته وصدقه ثم طُعن فيه بادعاء سماع ما لم يسمع أن ذلك لا يكون جرحا قادحا فيه، بل يُلتَمس له من الأعذار ما يزيل عنه هذه التهمة المنافية لثبوت عدالته وصدقه كما صنع الحافظ ابن حجر رحمه الله مع هؤلاء الرواة، وكما هو الحال في شأن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وسليمان بن أحمد الطبراني الإمام، وغيرهم، كما يعرف ذلك بالنظر في تراجمهم، ولولا خشية الطول؛ لسقت شيئا من ذلك، وقد ذكرت شيئا من ذلك في رسالتي "التحديث ببعض أخطاء أبي الحسن في علم الحديث".

أما من لم يكن معروفا بالصدق والعدالة ثم ادعى سماع ما لم يسمع؛ فإن ذلك يكون جرحا قادحا فيه، وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصر، وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>