[العدل بين الأولاد:]
أكَّد القرآن ضرورة عدل الإنسان مع نفسه {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
وهو مكلف بالعدل بين الزوجات - إن عدد الزوجات.
وقد مرَّ بنا أن العدل المطلوب بينهن هو العدل النسبي.
فإن عجز عن العدل النسبي فواحدة.
ومن خاف على نفسه من الزنا إذا لم يتزوج وخشى من ظلم الزوجة إن تزوج، فلا يجوز له الزواج لأن للعفَّة وسائل يمكن أن يستغنى بها الزنا وليس من وسيلة لدفع ظلم الزوجة فلا وسيلة بيدها للخلاص.
ومن مَالَ إلى إحدى زوجتيه مَيلاً كاملاً يأتي يوم القيامة وشقه مائل.
ومعلوم أن كل شيء في الآخرة يدوم. فميل شقه يدوم.
والمشاهد في حياة الناس أن الميل لامرأة يُسبب الميل لأولادها.
وعدم المساواة بين الأولاد يؤدي إلى قطع الودِّ والحبِّ بين الأولاد.
وقد يتجاوز هذا الشعور السلبي إلى أحقاد سلوكية بغيضة.
إن والد يوسف نبي كريم - عليهما السلام - فهو لم يميز يوسف بقَصْرٍ ولا مالٍ.
لكنّه أحبه. عندما آنس فيه ملامح النبوة. وحب الأنبياء فريضة.
ومعلوم ما عاناه يوسف بسبب حب أبيه. وما جرَّه عليه من إيذاء.
{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}
فتفضيل بعض الأولاد على بعض يُفرق الأسرة، ويقطع الودَّ، ويعزل الأولاد عن أصلهم الواحد.
من هنا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شديد الحرص على المساواة بين الأولاد.
وحديث نعمان بن بشير بطرقه المختلفة، ورواياته المتعددة هو الأصل في هذا الباب.