واليوم دارت الأيام، وولت الدنيا عنه، ولم يبق سوى بيوت أولاده.
هل العدل هو صاحب الكلمة العليا أم الإحسان؟
صحيح {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
ولكن هل التقوى أن أضيع أبي؟؟ !!!
إن الله أمر بالعدل والإحسان {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}
فلماذا لا تكون الكلمة العليا هنا للإحسان؟
ولكن بعض القضايا لا يصلح فيها الإحسان.
القضاء بين الناس ساحة لا يصلح فيها إلا العدل.
لأن القاضي إذا حكم بالإحسان ضيع حقوق الناس لذلك قال تعالى:{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}
وعلى هذا فلابد من ساحات لا ينفع فيها العدل ويجب فيها الإحسان. والإحسان وحده.
لقد أصبح الوالد (عندك) . ولو كان بينكما من المسافات بُعد المشرقين، فقد كنت صغيراً عندهما {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}
إن الله أمر بالإحسان إلى الوالدين كلما أوصى بهما ليحذرنا - في مثل قضيتنا - من العدل معهما.
فمن حكم بين الناس فلابد من العدل. ولا يصلح الإحسان وفي الأسرة ومع الوالدين لابد من الإحسان.