على أن القصيدة لامية، قال ابن برهان: قال اللعين المنقري:
إني أنا ابنُ جَلا إن كنت تُنْكرني ... يا رؤبُ والحيةُ الصماءُ والجبلُ
أبالأراجيز يابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والفشل
ومن الإلغاء مع التأخير قول الشاعر:
آتٍ الموتُ تعلمون فلا يُرْ ... هِبْكم مِنْ لظى الحروب اضطرامُ
ومثله:
هما سيدانا يَزْعُمان وإنما ... يَسُودانِنا إنْ يَسَّرَتْ غنماهما
وحكم سيبويه بقبح إلغاء المتقدم نحو: ظننت زيدٌ قائمٌ، وبتقليل قبحه بعد معمول الخبر نحو: متى ظننت زيدٌ قائمٌ؟ وفي درجته الإلغاء في نحو: زيد أظن أبوه قائمٌ.
وأجاز سيبويه أن يقال: أظن زيد قائم، على تقدير: أظن لزيد قائم، على التعليق لام الابتداء مقدرة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر: وإخال إنِّيَ لاحقٌ مستَتْبَع
فالكسر على تقدير: إني للاحق. ويجوز أن يحمل ما جاء من هذا على تقدير ضمير الشأن مفعولا أول، وما بعده في موضع المفعول الثاني. فيكون هذا نظير قول بعض العرب: إن بك زيدٌ مأخوذ، على تقدير: إنه بك زيد مأخوذ.
ومما ينبغي أن يحمل على هذا قول كعب بن زهير رحم الله كعبا:
أرجو وآمُل أن تدنو مَوَدَّتُها ... وما إخال لدينا منك تنويلُ