للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا رواه سيبويه رائية، والمشهور من رواية غيره:

وفي الأراجيز خلت اللؤم والفشل

على أن القصيدة لامية، قال ابن برهان: قال اللعين المنقري:

إني أنا ابنُ جَلا إن كنت تُنْكرني ... يا رؤبُ والحيةُ الصماءُ والجبلُ

أبالأراجيز يابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والفشل

ومن الإلغاء مع التأخير قول الشاعر:

آتٍ الموتُ تعلمون فلا يُرْ ... هِبْكم مِنْ لظى الحروب اضطرامُ

ومثله:

هما سيدانا يَزْعُمان وإنما ... يَسُودانِنا إنْ يَسَّرَتْ غنماهما

وحكم سيبويه بقبح إلغاء المتقدم نحو: ظننت زيدٌ قائمٌ، وبتقليل قبحه بعد معمول الخبر نحو: متى ظننت زيدٌ قائمٌ؟ وفي درجته الإلغاء في نحو: زيد أظن أبوه قائمٌ.

وأجاز سيبويه أن يقال: أظن زيد قائم، على تقدير: أظن لزيد قائم، على التعليق لام الابتداء مقدرة، وعلى ذلك حمل قول الشاعر: وإخال إنِّيَ لاحقٌ مستَتْبَع

فالكسر على تقدير: إني للاحق. ويجوز أن يحمل ما جاء من هذا على تقدير ضمير الشأن مفعولا أول، وما بعده في موضع المفعول الثاني. فيكون هذا نظير قول بعض العرب: إن بك زيدٌ مأخوذ، على تقدير: إنه بك زيد مأخوذ.

ومما ينبغي أن يحمل على هذا قول كعب بن زهير رحم الله كعبا:

أرجو وآمُل أن تدنو مَوَدَّتُها ... وما إخال لدينا منك تنويلُ

التقدير: وما إخاله لدينا منك تنويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>