للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)} (١).

التاسع بعد العشرين: ينعطف عَلَى ما مضى. قَالَ السهيلي: وفي قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}: دليل من الفقه (وجوب) (٢) استفتاح القراءة ببسم الله، غير أنه أمر مبهم لم يبين لَهُ بأي اسم من أسمائه يستفتح حتَّى جاء البيان بعد (بقوله) (٣): {بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا} [هود: ٤١] ثم في قوله: {وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: ٣٠]، ثمَّ بعد ذَلِكَ كان (ينزل جبريل) (٤) ببسم الله الرحمن الرحيم مع كل سورة، وقد ثبتت في سواد المصحف بإجماع من الصحابة عَلَى ذَلِكَ، وحين نزلت {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)} [الفاتحة: ١] سبحت الجبال، فقالت قريش: سحر محمد الجبال (٥)، ذكره النقاش (٦)، وإن


(١) سيأتي برقم (٤٩٢٢) ورواه مسلم (١٦١/ ٢٥٧) كتاب: الإيمان، باب: بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) ساقطة من (ج).
(٣) في (ج): (في قوله).
(٤) في (ج): (جبريل ينزل).
(٥) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٣١، والشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٣٠ لأبي نعيم والديلمي عن عائشة.
(٦) هو العلامة المفسر، شيخ القراء، أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد، الموصلي ثم البغدادي، النقاش، له كتاب "شفاء الصدور" في التفسير، وكان واسع الرحلة، قديم اللقاء، وهو في القراءات أقوى منه في الروايات، قال طلحة بن محمد الشاهد: كان النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص، وقال أبو بكر البرقاني: كل حديث النقاش منكر، وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، قال الذهبي: اعتمد الداني في "التيسير" على رواياته للقراءات، فالله أعلم، فإن قلبي لا يسكن إليه، وهو عندي متهم، عفا الله عنه اهـ. انظر ترجمتة في: "تاريخ بغداد" ٢/ ٢٠١، "وفيات الأعيان" ٤/ ٢٩٨، "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٥٧٣ (٣٤٨)، "الوافي بالوفيات" ٢/ ٣٤٥، "شذرات الذهب" ٣/ ٨.