للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقل الفضل بن زياد في عبد أبق فلحق بالعدو يرد إلى مولاه، وهو ملك لسيده. فظاهر هذا أنهم لم يملكوه، لأنه حكم به لسيده ولم يعتبر قيمة.

وجه الأولى: أنه مضمون بالقيمة حصل في يد أهل الحرب في دار الحرب فملكه دليله لو حصل في أيديهم بالقهر والغلبة.

ووجه الثانية: أنه إذا أبق وحصل في دار الحرب حصل في يد نفسه بدليل أنه لا يجوز بيعه وإذا لم يجز بيعه لم يملكوه على المسلمين كأم الولد وكرقاب المسلمين.

فتح مكة عنوة:

- مسألة: اختلفت الرواية في مكة هل فتحت صلحًا أم عنوة؟.

فنقل حنبل والميموني: أنه كره أجارة بيوت مكة لأنها فتحت عنوة دخلها النبي بالسيف وعمر يقول: لا تمنعوا نازلًا بليل أو نهار (١). فلم يجعل لهم ملكًا دون الناس. فظاهر هذا أنها فتحت عنوة. وقال أبو إسحاق بن شاقلا ومحمد بن إسحاق المقري: قال أحمد بن محمد بن مسلم وسعيد بن محمد الرفا قال: سألت أبا عبد الله عن فتح مكة قال دخلت صلحًا قلت: وأي شيء في ذلك حديث الزهري وهل ترك لنا عقيل من ربع (٢).

وقال أبو بكر عبد العزيز: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون قال: حدثني حرب قال: سمعت أحمد يقول: أرض العشر هو الرجل يسلم بنفسه من غير قتال وفي يده الأرض فهو عشر مثل المدينة ومكة.

قال أبو إسحاق: والمسألة على روايتين:

إحداهما: أنها فتحها رسول الله صلحًا ومعناه أن النبي


(١) لم أجده.
(٢) صحيح البخاري - كتاب الجهاد، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم ٢/ ١٨٠. وكتاب المغازي - باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح ٣/ ٦١. وصحيح مسلم - كتاب الحج، باب النزول بمكة وتوريث دورها، ٢/ ٩٨٤، حديث ١٣٥١ - وسنن البيهقي - كتاب البيوع - باب ما جاء في بيع دور مكة، ٦/ ٣٤. وكتاب السير، باب فتح مكة ٩/ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>