ونقل الزيلعيُّ في "نصب الراية" (١/ ١٣٥) عن ابن دقيق العيد أنه قال في "الإِمام": "هذا وهمٌ فاحشٌ، فإن سوارًا هذا -شيخ الترمذى- هو: سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين وروى عنه أبو داود والنسائي وخلق، وقال النسائي: ثقة وذكره ابنُ حبان في "الثقات" وسوَّار الذي جرحه سفيان هو: سوَّار بن عبد الله بن قدامة متقدم الطبقة. اهـ وأخذ صاحب "التنقيح" هذا الكلام برمته فنقله في "كتاب" متعقبًا على ابن الجوزى من غير أن يعزوه لقائله" اهـ. * قُلْتُ: وفي كلام الزيلعيُّ - رحمه الله - نظرٌ من وجهين: * الأول: أن لفظ ابن دقيق العيد فيه اختلاف عما نقله الزيلعيُّ عنه. فقد قال في "الإمام" (ج ١/ ق ٥٦/ ٢): "وأما ما اعترض به أبو الفرج ابن الجوزى على هذا الحديث وقد رواه من جهة الترمذيّ عن "سوار بن عد الله العنبرىّ" عن المعتمر، فأجاب بأن "سوار" قال سفيان الثورى: ليس بشىء، فهذا الذي اعترض به أبو الفرج ليس بشىء، لأن "سوار" الذي قال فيه سفيان هذا غير "سوَّار" الذي روى عنه الترمذيّ، ذاك "سوَّار بن عبد الله بن قدامة" متقدمٌ في الطبقة، وشيخ الترمذيّ مات سنة خمسٍ وأربعين ومائتين فيما قيل" اهـ. =