للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الكافر، فلا وجه لإيراده هنا إذ علم/ ق (٦٧/ أمن ب) حكمه من مسألة تكليف الكافر بالفروع (١).

قوله: "ويتناول الموجودين دون من بعدهم".

أقول: ما وضع للمشافهة مثل النداء، والأمر، لا يتناول سوى الموجودين، بل الموصوفين بالعقل، والبلوغ خلافًا للحنابلة إذ قالوا: بعمومه لمن بعدهم (٢).

لنا - على المختار -: أن الصبي، والمجنون لم يدخلا في خطاب إجماعًا فكيف بالمعدوم الذي هو أبعد بمراحل (٣)؟

وأيضًا من شرع منا ينادي معدومًا بمثل يا أيها الناس، عد ذلك سفهًا منه، فالشارع يتعالى عنه.

قالوا: أرسل إلى الناس كافة، فلو لم يتناول خطابه الكل لم يؤد الرسالة على الوجه المأمور بها، وذلك باطل قطعًا للاتفاق على أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة.


(١) سبق الكلام على هذه المسألة: ١/ ٣٧٨ - ٣٨٠.
(٢) راجع: البرهان: ١/ ٢٧٠، والمنخول: ص/ ١٢٤، والمستصفى: ٢/ ٨٣، والمحصول: ١/ ق/ ٢/ ٤٢٩، والإحكام للآمدي: ٢/ ١١١، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ١٤٥، ومختصر ابن الحاجب: ٢/ ١٢٧، وفواتح الرحموت: ١/ ٢٧٨ - ٢٧٩، وتيسير التحرير: ١/ ٢٥٥، ومختصر الطوفي: ص ٦٢، ٩٢، وشرح الكوكب المنير: ٣/ ٢٤٩ - ٢٥٠، وإرشاد الفحول: ص/ ١٢٨.
(٣) راجع: التمهيد للأسنوى: ص/ ٣٦٣، ونهاية السول: ٢/ ٣٦٤، وتشنيف المسامع: ق (٦١/ ب)، والمحلى على جمع الجوامع: ١/ ٤٢٧، وهمع الهوامع: ص/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>