للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصارهم إليه من عذاب الآخرة (١). وقيل: يخادعون الله، أي: (يخدعون)، قال اللحياني (٢) وأبو عبيدة: خادعت الرجل بمعنى خدعته، والمفاعلة كثيرًا ما تقع من الواحد، كالمعافاة والمعاقبة وطارقت النعل، ومعناه على هذا: يقدرون في أنفسهم أنهم يخدعون الله (٣).

وقال الحسن: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} أي: نبيه، لأن الله بعث نبيه (٤) بدينه، فمن أطاعه فقد أطاع الله، كما قال: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: ٨٠]. وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: ١٠] فعلى هذا من خادعه فقد خادع الله، كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ} [الأحزاب: ٥٧] أي أولياءه، وعلى (٥) هذا التأويل (المخادعة) أيضًا من الواحد (٦).


(١) هذا من قول أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري كذلك، وقد سبق أن نقل المؤلف جزءًا منه، وانظر بقيته في "التهذيب" (خدع) ٢/ ١١١٢.
(٢) هو علي بن حازم اللحياني، لغوي معروف، عاصر الفراء وتصدر في أيامه. انظر ترجمته في "طبقات النحويين واللغويين" ص ١٩٥، "إنباه الرواة" ٢/ ٢٥٥، "معجم الأدباء" ١٤/ ١٠٦.
(٣) انظر كلام اللحياني في: "التهذيب" (خدع) ١/ ٩٩٤، وكلام أبي عبيدة في "مجاز القرآن" ص ٣١ ونحو هذا المعنى ذكر الزجاج في "المعاني" ١/ ٥٠، وسبق ذكر رد الطبري على أبي عبيدة، انظر "تفسير الطبري" ١/ ١١٩، "تفسير البغوي" ١/ ٦٥.
(٤) (نبيه) ساقط من (ب).
(٥) (الواو) ساقطة من (ب).
(٦) ذكره أبو علي في "الحجة"، حيث قال: قال بعض المتأولين أظنه الحسن، ثم ذكره، ووجه هذا القول، كما نقل المؤلف هنا، ١/ ٣١٤، ٣١٥، ونسب القول للحسن ابن عطية ١/ ١٦٣، والبغوي ١/ ٦٥، والقرطبي ١/ ١٧٠، وذكره ابن الجوزي ونسبه للزجاج. "زاد المسير" ١/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>