للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {الْعَالَمِينَ}: هو جمع (عالم) على وزن (فَاعَل) (١)، كما قالوا: خَاتَم (٢)، وطَابَع، ودَانَق (٣)، وقَالَب (٤)، واختلفوا في اشتقاقه على وجهين: فمنهم من قال: اشتقاقه من (العَلَم) و (العلامة)، وذلك أن كل مخلوق دلالة وعلامة على وجود صانعه (٥)، فالعالم اسم عام لجميع المخلوقات، يدل على هذا قول الناس: (العالم محدث) يريدون به جميع المخلوقات، وهذا قول الحسن (٦) ومجاهد وقتادة (٧) في تفسير العالم: إنه جميع المخلوقات. ولدل على هذا القول من التنزيل قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [الشعراء: ٢٣، ٢٤] فسر (٨) العالمين بجميع المخلوقات. ومنهم من قال: إنه مشتق من العِلْم (٩).


(١) انظر: "تهذيب اللغة" (علم) ٣/ ٢٥٥٤.
(٢) الخاتم: ما يوضع على الطينة التي على الكتاب، وتكون علامة على أنه لم يفتح، والطابع بمعناه، انظر. "تهذيب اللغة" (ختم) ١/ ٩٨٣، و (طبع) ٣/ ٢١٦١.
(٣) (الدانق) بفتح النون وكسرها: سدس الدرهم، انظر: "اللسان" (دنق) ٣/ ١٤٣٣.
(٤) (القالب) بفتح اللام وكسرها، الشيء الذي يفرغ فيه الجواهر، ليكون مثالا لما يصاغ منها، "اللسان" (قلب) ٦/ ٣٧١٥.
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٢٦/ ب، وانظر: "معجم مقاييس اللغة" (علم) ٤/ ١١٠.
(٦) هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، مولى الأنصار، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وتوفي سنة عشر ومائة من الهجرة، كان غزير العلم بكتاب الله تعالى. ورعًا زاهدًا فصيحا. انظر ترجمته في "حلية الأولياء" ٢/ ١٣١، "طبقات القراء" لابن الجزري ١/ ٢٣٥، "تذكرة الحفاظ" ١/ ٧١، "طبقات المفسرين" للداودي ١/ ١٥٠.
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٢٦/ ب وذكره الطبري عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة. "تفسير الطبري" ١/ ٦٣، وكذا ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٧.
(٨) في (ب): (فيفسر).
(٩) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٢٦/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>