للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٤٩]. يدل على صحة هذا: قوله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} أي: محنة من الله نُخبرك أنَّ عملَ السحر كفر بالله، وننهاك عنه، فإن أطعتنا في ترك العمل بالسحر نجوتَ، وإن عصيتنا في ذلك هلكتَ (١).

وروي عن ابن عباس أنه قال: أما السحر فمما (٢) علّمت الشياطين، وأما الفرق بين المرء وزوجه فمما علّم الملكان (٣).

ثم وجه تعليم الملكين أنه يجوز أن يلهمهما الله ويعلّمهما من الأذكار والأسماء ما يعلمان أنها إذا استعلمت على جهة الدعاء أو على جهة الرقية أفادت التفريق بين المرء وزوجه، إذ لا يحسن بحالهما وما هما فيه من عقوبة الذنب السابق أن يشتغلا بارتكاب كبيرة مستأنفة.

وقوله تعالى: {مِنْ أَحَدٍ} أي: أحدًا، ومِنْ زائدة مؤكدة، كقولك: ما جاءني من أحدٍ (٤).

وأما (أحد) (٥) فقال الليث:


(١) من "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠٨٥ وذكر أنه الأصح. وينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٨٣، "تفسير الطبري" ١/ ٤٥٥، "تفسير السمعاني" ١/ ٥٧٥، "تفسير الرازي" ٣/ ٢٨٣.
(٢) في (ش): (فما).
(٣) رواه بمعناه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٨٨، ورواه الطبري بسنده عن مجاهد ١/ ٤٥٤، وروى نحوه ١/ ٤٥٣ عن قتادة، وكذا ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠٨٠ وعزاه في "الدر" ١/ ١٩٤ لعبد بن حميد.
(٤) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣٣٠، وقال: من زائدة لتأكيد استغراق الجنس، لأن أحداً من الألفاظ المستعملة للاستغراق في النفي العام فزيدت هنا لتأكيد ذلك.
(٥) قال العكبري في "التبيان" ١/ ٨١: وأحد هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم، كقولك ما بالدار من أحد، ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو إنسان قال في "البحر المحيط" ١/ ٣٣٠: والأول أظهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>