للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقر (١)، يراد بهما الكثرة قال: ويجوز في قياس قول أبي الحسن في إعمال اسم الفاعل عمل الفعل، وإن لم يعتمد على شيء أن يكون (ثياب سندس) مرتفعة بعالِيَهُم ارتفاع الفاعل، وأفْرَدت عاليًا؛ لأنه فعل متقدم، قال أبو علي: (عالِيَهُم) وإن كان مضافًا إلى الضمير، فهو في تقدير الانفصال والتنوين؛ لأنه مما لم يمض، فهو بمنزلة: زيدٌ ضاربُ أخيك غدًا، فهذا ابتداءُ بالنكرة؛ إلا أنه قد اختص (٢) بالإضافة، وإن كانت الإضافة في تقدير الانفصال (٣).

قوله تعالى: (خضر) (قرئ خفضًا ورفعًا (٤). (٥)، فمن رفع فلأنها صفة مجموعة لموصوف مجموع، وهو قوله: {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} فأتبع الخضر الذي هو جمع مرفوع، الجمع المرفوع الذي هو ثياب، ومن خفض أجرى الخضر، وهو جمع على السندس؛ لأنه يراد به الجنس، وأجاز أبو الحسن جمع وصف ما يراد به الجنس بالجمع فقال: يقول: أهلك الناسَ الدينارُ


(١) الجامل: اسم للجمع، كالباقر والكالب، ورجل جامِل: ذو جمل. انظر: "لسان العرب" ١١/ ١٢٥ (جمل). وقال الأزهري: "الباقر: جماعة البقر مع راعيها، وكذلك الجامل: جماعة الجمال مع راعيها" تهذيب اللغة: ٩/ ١٣٧ (بقر).
(٢) بياض في (ع).
(٣) "الحجة" ٦/ ٣٥٤ - ٣٥٦ نقله الإمام الواحدي عن أبي علي باختصار.
(٤) قرأ بالكسر: ابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي. وقرأ بالرفع: أبو جعفر، وأبو عمرو، وابن عامر، ويعقوب. انظر كتاب "السبعة" ٦٦٤، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٣٤، "الحجة" ٦/ ٣٥٦، "حجة القراءات" ٧٤٠، "الكشف" ٢/ ٣٥٥، "المبسوط" ٣٩٠.
(٥) في (ع): رفعًا وخفضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>