للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مخترعه ابن قزمان لقد جردته من الإعراب كما يجرد السيف من القراب. وسبب تقدمه على ما بعده كثرة أوزانه وصعوبة نظمه، وقربه من الموشح، في أغصانه وخرجانه.

وأول من اخترع المواليا أهل واسط. وهو من بحر البسيط، اقتطعوا منه بيتين وقفوا كل شطر منه بقافية، ونظموا فيه الغزل والمديح وسائر الصنائع، على قاعدة القريض. وكان سهل التناول، تعلمه عبيدهم المتسلمون وعمارتهم والغلمان، وصاروا يغنون به في رءوس النخل وعلى سقي المياه، ويقولون في آخر كل صوت يا مواليا إشارة إلى سادتهم فسمي بهذا الاسم انتهى كلامه.

وعلى هذه النكتة التي ذكرناها يحسن أن نذكر بعض من ظهرت على يديه الأشياء.

فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد البسطامي (١) في كتابه «الفوائح المسكية والفواتح المكية»، في الباب السابع عشر قال:

أول من شق نهر البصرة أبو عبد الرحمن ابن عامر القرشي (٢)


(١) الشيخ الامام عبد الرحمن بن محمد بن علي الحنفي البسطامي مولده في خراسان. وله مصنفات كثيرة منها «مناهج التوسل في مناهج الترسل» مطبوع وكتاب شمس الآفاق في علم الحروف والاوفاق، وكتاب الادعية وكتاب الادوية الجامعة وغير ذلك. توفي في بروسة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة. ترجمته في الشقائق النعمانية ١: ١٠٨ وشرح المجاني ٨٧٢ وجرجي زيدان تاريخ آداب اللغة ٣: ٢٤٩ ومعجم المطبوعات العربية ٥٦٤ وذكر صاحب كشف الظنون كتابه الفوائح المسكية في الفواتح المكية فقال الشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي الحنفي المتوفى سنة ... » والكتاب يحوي فنونا من المعارف الربانية توفر على جمعها من سنة خمس وتسعين وسبعمائة حتى سنة أربع وأربعين وثمانمائة. وقد رتبها على مائة باب ولكنه انتهى الى ثلاثين ولم يكملها.
(٢) في الاصول عبد الرحمن بن عامر وهو خطأ والصواب ما اثبتناه وهو عبد الرحمن عبد الله بن عامر بن كريز الأموي. أمير فاتح ولد بمكة وتولى البصرة في ايام عثمان سنة تسع وعشرين. وفتح فتوحا كثيرة وقتل-

<<  <  ج: ص:  >  >>