للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأسك فلك بكلِّ شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك بها خطيئة، وأمَّا طوافك بالبيت


= مما ذكر فعليه ضمانه، وحرم المدينة ووج، وهو واد بالطائف كحرم مكة في حرمة التعرض للصيد وما بعده، مما مر لا في ضمانه.
(فائدة)
اعلم أن الحج والعمرة يؤديان على ثلاثة أوجه.
الأول: وهو الأفضل الإفراد: بأن يحرم بالحج ثم بعد الفراغ منه يأتي بالعمرة في عامه.
الثاني: التمتع بأن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ويأتي بها ثم يحج.
الثالث: القرآن، وهو أن يحرم بهما معا أو بالعمرة، ثم قبل الشروع في طوافها يحرم بالحج في أشهره، وعلى كل من المتمتع والقارن دم.
(فصل)
والدماءا لواجبة في الحج على أربعة أنواع.
الأول: دم تقدير وترتيب، وله تسعة أسباب: التمتع بأن يأتي بالعمرة في أشهر الحج، ويحج من عامه، والقرآن بأن يحرم بالحج والعمرة إن لم يعد كل من المتمتع والقارن إلى ميقات ولم يكن مسكنه دون مرحلتين من الحرم، وفوات الوقوف بعرفة، وترك الرمي، وترك المبيت بمنى، وترك المبيت بمزدلفة، وترك الميقات من غير إحرام، وترك طواف الوداع، ومخالفة النذر كأن نذر المشي إلى الحج فركب، ففي كل واحد منها شاة تفرق بعد ذبحها في الحرم، فإن لم يجدها صام ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى وطنه.
الثاني: دم ترتيب وتعديل وله سببان: الإحصار والجماع المفسد للنسك فمن أحصر عن دخوله مكة يتحلل بذبح شاة حيث أحصر، فإن لم يجدها قومها واشترى بقيمتها طعاما وأطعمه للفقراء حيث أحصر فإن لم يجد صام حيث شاء عن كل مد يوما. ومن أفسد حجه أو عمرته بجماع يجب عليه إتمام ذلك النسك وقضاؤه فورا فرضا كان أو نفلا، وعليه بدنة، فإن لم يجدها فبقرة، فإن لم يجدها فسبع شياه، فإن لم يجدها قوم البدنة بسعر مكة، واشترى بقيمتها طعاما، وتصدق به على فقراء الحرم. فإن لم يجد صام عن كل مد يوما.
الثالث: دم تخيير وتعديل، وله سببان أيضا (إتلاف) الصيد المحرم، وهو صيد المحرم للحيوان البري الوحشي المأكول مطلقا، وصيد الحلال لذلك في الحرم، وقطع شيء من أشجار الحرم أو حشيشه فيجب على من فعل واحداً منهما أحد ثلاثة أشياء. أن يذبح مثله من النعم بأن كان المتلف مما له مثله أو لا مثل، وفيه نقل فيتصدق به على مساكين الحرام، أو يقومه بقيمة مثله بمكة فيشتري بقيمته طعاماً ويتصدق به على مساكين الحرم، أو يصوم حيث شاء عن كل مد يوما. ففي إتلاف النعامة بدنة، وفي بقر الوحش أو حماره بقرة، وفي الغزال معز، وفي اليربوع جفرة، وفي الضبع كبش، وفي الحمامة شاة، وفي الشجرة الكبيرة بقرة، وفي الصغيرة شاة. فإن كان الذي أتلفه لا مثل له ولا نقل فيه كالجراد والحشيش الرطب أخرج بقيمته طعاما، أو صام عن كل مد يوماً.
الرابع: دم تخيير وتقديره، وله ثمانية أسباب: حلق الرأس، وتقليم الظفر، ولبس المخيط، ودهن الشعر والتطيب، ومقدمات الجماع كتقبيل ولمس بشهوة، والوطء الذي يقع بعد الوطء المفسد والوطء بعد التحلل الأول أي بعد فعل اثنين من ثلاثة أشياء، وهي: ر مي جمرة العقبة، والحلق، وطواف الإفاضة، فيجب في كل منها شاة أو صوم ثلاثة أيام، أو التصدق بثلاثة آصع على ستة مساكين من مساكين الحرم لكل مسكين نصف صاع، والصاع قدحان بالكيل المصري، وتكمل الفدية بإزالة ثلاث شعرات ولاء، أو بثلاثة أظفار ولاء، وفي شعرة أو ظفر مد، وفي شعرتين =

<<  <  ج: ص:  >  >>