للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مفعول (١). قال ابن الأثير: إنما افتلتها (٢) الله نفسها كما تقول: اختلسه الشيء وأسكنه إياه. ثم بنى الفعل لما لم يسم فاعله فتحول المفعول الأول مضمرًا وبقي الثاني منصوبًا. قال: وتكون التاء الآخرة [ضميرًا للأم] (٣) أي: افتلتت هي نفسها، وروي بضم السين على أنه متعدٍّ لمفعول واحد أقيم مقام الفاعل وتكون التاء لتأنيث النفس أي: أخذت نفسها فلتة، وأكثر الروايات فتح السين، وذكره [ابن قتيبة] (٤) أنه: اقتتلت (٥) نفسها. وهي كلمة تقال من قتله الحب. والنفس هنا مؤنثة، وهي بمعنى الروح.

(ولولا ذلك) موجود (لتصدقت وأعطت) الفقراء والمحتاجين من مالها (أفيجزي) بفتح الياء الأولى (أن أتصدق عنها؟ قال: نعم) قال بعضهم: أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة عنها؛ فدل على جواز ذلك والفضيلة فيه، ولا خلاف في جواز صدقة الحي عن الميت نذرًا كان أو غيره (٦) (فتصدقي عنها) قوله: نعم. دليل على الجواز، وقوله بعد ذلك: تصدقي عنها دليل على استحبابه والفضيلة فيه.


(١) "إكمال المعلم" ٣/ ٢٧٨، وتمام عبارته: روايتنا فيه بفتح السين على المفعول الثاني، ويصح الرفع على ما لم يسم فاعله. وانظر: "المشارق" ٢/ ٢٢.
(٢) في (ر) قتلها.
(٣) في (ر) ضم اللام والمثبت من (ع).
(٤) في الأصلين كلمة غير واضحة وأثبت هذِه الكلمة من كتب الشروح ومنها: "مشارق الأنوار" ٢/ ١٥٧, "شرح مسلم" للنووي ٧/ ٩٥، "فتح الباري" ٣/ ٢٥٥ فقال: وذكره ابن قتيبة بالقاف وتقديم المثناة.
(٥) في (ع): افتلتت، والمثبت من (ر).
(٦) "التمهيد" لابن عبد البر ١٢/ ٩٣، "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٦/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>