للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحمد (١) وجوزها أبو حنيفة؛ (٢) وإن اختلفت صنعتاهما وافترق موضعاهما، ومذهب الشافعي أنها باطلة (٣).

(واجتنب الفساد) وهو ضد الصلاح وحقيقته العدول عن الاستقامة والمعنى: ترك المعاصي وأهلها (فإن نومه ونَبهه) بفتح النون ضبطه المنذري (٤) بفتح النون (٥) وإسكان الباء الموحدة، أي: انتباهه من نومه واستيقاظه يعني: وأكله وشربه ومشيه وسائر أفعاله وأقواله المباحة في غير الغزو يكتب له (أجر كله) في صحائف حسناته ويجده يوم القيامة موفورًا نوى (٦) به العبادة أو لم ينو، وما ذاك إلا للأصل المتقدم وهو كونه ابتغى به وجه الله تعالى، ويدل على ذلك ما ثبت في الصحيحين، ولو أنها -يعني: الخيل- مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له.

(وأما من غزا فخرًا) أي: يفتخر به على غيره (ورياء) بالهمز والمد أي طلبًا للمنزلة في قلوب الناس بإظهار العبادة لهم، وهما منصوبان على المفعول له (وسمعة) أي: وليستمع الناس بغزوه فتعظم منزلته في قلوبهم (وعصى الإمام) أو أمير السرية فيما يراه (وأفسد) أي: أظهر


(١) انظر: "الجامع لعلوم الإمام أحمد" ٩/ ٤٤٤ - ٤٤٥، "المغني" لابن قدامة ٥/ ١١١، "الإنصاف" للمرداوي ٥/ ٣٤١.
(٢) انظر: "تحفة الفقهاء" للسمرقندي ٣/ ١١، "شرح فتح القدير" للسيواسي ٦/ ١٨٦.
(٣) انظر: "الحاوى الكبير" ٦/ ١٠٥٨، و"البيان" للعمراني ٦/ ٣٧٢، و"المجموع" ١٤/ ٧٢.
(٤) "مختصر سنن أبي داود" (٢٤٠٥).
(٥) في (ل): الباء الموحدة.
(٦) في (ر): الذي، والمثبت من (ل).

<<  <  ج: ص:  >  >>